بالمنطوق، ومائة ألف بالمفهوم؛ بل نص الهلالي في نور البصر على أن فيه المسألة الواحدة التي تجمع ألف ألف مسألة ... " (?).
وقد احتل مختصر الشيخ خليل الصدارة في الفضاء المغربي، لأن: "الفقهاء فتحوا له صدورهم وأفسحوا له المجال في حلقاتهم ... وتنافسوا في شرحه حتى عدت شروحه بالمئات" (?).
ولما دخل مختصر الشيخ خليل شنقيط على يد مولاي أحمد الذهبي (?) حظي بعناية علماء هذا البلد فبقي محافظا على المكانة الآنفة الذكر، ولعل أول شرح محفوظ له في بلاد شنقيط هو كتاب: "موهوب الجليل في مختصر الشيخ خليل" لمؤلفه: محمد بن أبي بكر الحاجي الواداني، وقد كان حيا سنة 933 هـ. (?)
وقد أقبل علماء هذا القطر على مختصر الشيخ خليل بالشرح، والتعليق والاختصار والحفظ والتدريس إلى وقتنا الحاضر، مما سبب في كثرة شروحه وتنوعها.
من المعروف أن الإسلام دخل إلى جنوب غرب الصحراء الكبرى على يد عبد الرحمن بن حبيب بن عقبة بن نافع سنة 116 هـ، على ما يُرجَّح، وتتالى من بعده قدوم التجار المسلين الذين حملوا مع بضائعهم نور العلم والهداية، وحببوا إلى السكان الإسلام ودعوهم إليه فاعتنقوه. وبعد وصول العلم الكبير في بدء عهد المرابطين عبد الله بن ياسين الجزولي (ت 451 هـ) تم الإعداد لبناء دولة إسلامية، فوضعت الأسس والمرتكزات لذلك، ثم ظهرت إلى الوجود مراكز علمية متعددة في بلاد