7 - ربطه فقرات المختصر وجمله. بل وحتى حروفه بعضها ببعض مبينا وجه الصلة والترابط بينها؛ مع البراعة في تفكيك الألفاظ، وربط الجمل، بأسلوب في غاية البيان: والوضوح ...
8 - ملازمته له ثلاثين سنة.
ومن الغريب أن كون فترة التأليف غير المواتية (لكثرة الترحال، وعدم الأمن، وندرة المصادر ... ) لم تؤثر في إتقان الكتاب؛ فجاء رائعا في شكله ومضمونه وشموليته.
إن المذهب المالكي قد انتنشر انتشارا كبيرا في بلاد الغرب الإسلامي، وإمامه مالك، رضي الله عنه، ما زال حيا؛ فقد رحلت مجموعة من طلبة هذه البلاد في منتصف القرن الثاني الهجري نحو المشرق لطلب العلم، وكانت وجهة الرحلة مقصورة على الحجاز - كما يؤكده ابن خلدون (?) ومن بين هؤلاء: زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون (ت 240 هـ) الذي يذكر أنه هو أول من أدخل مذهب مالك إلى الأندلس (?) وكان ممن تتلمذ على مالك - رضي الله عنه - وأخذ عنه مباشرة، ومعه جماعة من بينها: علي بن زياد (ت 183 هـ) وصقلاب بن زياد الهمداني (ت 193 هـ). وقرعوس بن العباس (ت 199 هـ) وأسد بن الفرات (ت 213 هـ) ويحيى بن يحيى الليثي (ت 234 هـ) وكان لعودة هؤلاء إلى بلادهم - وغيرهم ممن لم يتسع المقام لذكرهم - الأثر الكبير في نشر المذهب، بالتدريس، والقضاء، والفتوى، متبعين نهج مالك - رضي الله عنه - في الاستنباط، والتحري في استخراج الفروع المؤسسة على الأصول. ولم ينتقل مالك إلى الرفيق الأعلى حتى كانت مدرسته في الأندلس، وإفريقية من أقوى المدارس (?).
وزاد ذلك من الرحلة إلى مالك والأخذ عنه؛ لأن من عرف بـ "عالم المدينة" جدير بالإقبال عليه، والأخذ عنه، فكان ذلك معيارا في نظر الناس لرفعة المنزلة، وعلو السند، والترجيح في النقل.