القرآن غير ما هو قرآن بما تلاه من الآيات التي فيها ذكر القرآن بأنه هو هذا الذي نقرأه.
والأخبار التي رويناها عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليضل أمته بذلك عن الصواب ويعتقدوا غير الحق ويصيروا معتقدين غير الصواب فلو كان الأمر كما زعموا لكان -صلى اللَّه عليه وسلم- هو المضل لأمته والمغوي لهم والداعي إلى صراط الجحيم والمانع من الصراط المستقيم.
ولا شك أن اعتقاد مثل هذا كفر باللَّه العظيم، فهذه أدلة قاطعة في أن القرآن هو ما يعتقده المسلمون قرآنًا لا غير.
وأما الإجماع: فإن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما كانوا يعتقدون القرآن سوى هذا الذي نعتقده قرآنًا دلت على ذلك أقوالهم وأحوالهم فإنهم سموا (?) حروفه وآياته وكلماته وأجزاءه وذكروا قراءته واستماعه على نحو ما ذكرناه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال الصديق الأعظم أبو بكر رضي اللَّه عنه: "إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه" (?).
وسئل علي رضي اللَّه عنه عن الجنب يقرأ القرآن قال: لا ولا حرف (?).
وروي عنه أنه قال: من كفر بحرف من القرآن فقد كفر به كله (?).