ثم العلماء الذين شرحوا ألفاظَها ومعانيها، وبَيَّنُوا مُشْكِلاتِها ومُجملاتِها، وكَشَفُوا حَقَائقَها ودقَائقَها، ثم الذين جاؤا من بعدهم، وصنَّفُوا كُتُبًا، ورَتَّبُوا صُحُفًا، وهَذَّبُوهَا وحَرَّرُوهَا، رَحِمَهُم اللَّهُ، وشكر اللَّهُ سعيَهُمْ، وجَزَاهُم خيرًا عن المسلمين.
وإنّ هذا العبدَ الضعيف الفقير إلى اللَّه القويِّ الغني الباري عبدَ الحق بن سيف الدين (?) بن سعد اللَّه (?) الدهلوي البخاري، أصلح اللَّه شانه، وعصمه عما شانه، لما تشرف بحج بيت اللَّه الحرام، وزيارة قبر نبيّه وحبيبه عليه الصلاة والسلام، أقام بالحرمين الشريفين -زاد هما اللَّه تشريفًا وتعظيمًا- بُرهةً من الزمان، واستسعد بخدمة هذا العلم الشريف، وأدرك عدةً من علماء هذا الشأن، وحصل له منهم الإجازات والبركات، بتوفيق واهب العطيات، ومفيض الخيوات، من أجلِّهم وأفضلِهم، وأعظمِهم وأكملِهم، قُدوةُ العارفين، وزُبدةُ المتّقين، الشيخ العالم العامل، العارف الكامل، الولي المتّبع المقتدى، طود (?) العلم ونور الهدى، مشيّد قواعد الطريقة، والجامع بين أحكام