. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(الصحيحين) (?) من حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-: أنها قالت: كنت أنام بين يدي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجليَّ وإذا قام بسطتهما، وهذا حجة من أطلق المراد من الأجنبية وغيرها، وأجيب عن الآية بأن اللمس مكني به عن الجماع، وحمل الآية عليه أولى؛ لأنها تصير بيانًا لكون التيمم رافعًا للحدث الأصغر والأكبر، وهذا الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه لكنهم تكلموا فيه كما ذكر في الكتاب.
واعلم أن الترمذي روى أولًا عن قتيبة وجماعة أنهم رووا عن وكيع عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة -رضي اللَّه عنها-: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قبّل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال: قلت: من هي إلا أنت؟ فضحكت، وقال: وقد روي نحو هذا الحديث عن غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والتابعين، وهو قول سفيان الثوري قالوا: ليس في القبلة وضوء.
وقال مالك بن أنس والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق -رحمهم اللَّه-: في القبلة وضوء، وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والتابعين، وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد، وسمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال: ضعف يحيى ابن سعيد القطان هذا الحديث، قال: شبه لا شيء، وسمعت محمد إسماعيل يضعف هذا الحديث، وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا.
وقد روي عن إبراهيم التيمي عن عائشة -رضي اللَّه عنها-: (أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قبّلها ولم يتوضأ)،