مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفِهِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3673، م: 2541].
6008 - [2] وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَفَعَ -يَعْنِي النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: "النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فالمراد بـ (أصحابي) أصحاب مخصوصون وهم السابقون على المخاطبين في الإسلام، وقيل: نَزّل الساب منهم لتعاطيه ما لا يليق به من السب منزلة غيرهم، فخاطبه خطاب غير الصحابة، ولا يخفى ما فيه من التكلف، والوجه هو الأول.
و(المد) بالضم المكيال وهو رطلان أو رطل وثلث، والجمع أمداد، و (النصيف) لغة في النصف، وقيل: مكيال دون المُد، وعلى الأول ضمير (نصيفه) للمُد وعلى الثاني لـ (أحدهم).
6008 - [2] (أبو بردة) قوله: (وعن أبي بردة) اسمه عامر، وقيل: الحارث (عن أبيه) وهو أبو موسى الأشعري.
وقوله: (وكان كثيرًا مما يرفع رأسه) والظاهر أن (كثيرًا) صفة زمان محذوف، و (مما) خبر كان، وكلمة (ما) يعم العقلاء، أي: كان -صلى اللَّه عليه وسلم- ممن يرفع رأسه كثيرًا، أو (من) زائدة، وما ذكره الطيبي في توجيهه حيث قال: من بيان لـ (كثيرًا) وهو خبر (كان) أي: كان كثيرًا رَفْعُ رأسِهِ، و (ما) مصدرية، لا يخلو عن شيء.
وقوله: (النجوم أمنة) بفتحات بمعنى الأمن، أي: سبب أمن، أمن كفرح أمنًا وأمانًا وأمنة، ومنه قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً} [الأنفال: 11]، ويروى: (أمنة) بسكون الميم مرة من الأمن، أو جمع أمين بمعنى الحافظ كسفير وسَفَرة، أو