. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وذهب بعض العلماء الشافعية وغيرهم إلى أن اختصاص الحكم بالعدالة بمن لازم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونصره دون من اجتمع به يومًا أو لغرض، وهذا قول غريب يخرج به كثير من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة كوائل بن حجر ومالك بن الحويرث وعثمان بن أبي العاص، وغيرهم ممن وفد عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يُقم عنده إلا قليلا وانصرف، والقول بالتعميم هو الذي صرح به الجمهور وهو المعتبر، واللَّه أعلم.

وقال في (الصواعق المحرقة) (?): اعلم أنه وقع خلاف في التفضيل بين الصحابة ومن جاء بعدهم من صالحي هذه الأمة، فذهب أبو عمر بن عبد البر إلى أنه يوجد فيمن أتى بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة، واحتج على ذلك بخبر: (طوبى لمن رآني وآمن بي ولمن لم يرني وآمن بي) سبع مرات، وبخبر عمر -رضي اللَّه عنه- قال: كنت جالسًا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: (أتدرون أيُّ الخلق أفضل إيمانًا؟ ) قلنا: الملائكة، قال: (وحق لهم بل غيرهم)، قلنا: الأنبياء، قال: (وحق لهم بل غيرهم)، ثم قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أفضل الخلق إيمانًا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني، فهم أفضل الخلق إيمانًا)، وبحديث: (مثل أمتي كمثل المطر لا يُدرى آخره خير أم أوله)، وبخبر: (ليدركن المسيح أقوامًا إنهم لمثلكم أو خير) ثلاثًا، وبخبر: (تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين)، قيل: منهم أو منا يا رسول اللَّه؟ قال: (بل منكم)، وبما روي عن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة كتب إلى سالم بن عبد اللَّه بن عمر: أن اكتب لي سيرة عمر بن الخطاب لأعمل بها، فكتب إليه سالم: إن عملت بسيرة عمر فأنت أفضل من عمر؛ لأن زمانك ليس كزمان عمر، ولا رجالك كرجال عمر، وكتب إلى فقهاء زمانه فكلهم كتب بمثل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015