. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والجهاد ونصرة الإسلام وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين.
وقال إمام عصره أبو زرعة الرازي (?) من أجل شيوخ مسلم: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وما أدى إلينا ذلك إلا الصحابة، فمن جرحهم إنما أراد به إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به ألصق، والحكم عليه بالزندقة والضلال والكذب والعناد هو الأقوم الأحق.
وقال ابن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعًا، وفي الحقيقة يلحق منه المنقصة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث بُعث إلى كافة الخلق وهدايتهم وإخراجهم من الكفر والضلال، ويكون بحيث لم يهتد من صحابته ولم يُختم لهم بالإيمان إلا نفر قليل كستة أو سبعة، ومن سواهم كلهم ماتوا على الضلال والكفر، نعوذ باللَّه من أمثال هذه الكلمات، فمِن ثَم أجمع أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل مسلم تزكية جميع الصحابة وتعديلهم، والكفُّ عن سبهم والطعن فيهم، والثناءُ عليهم؛ لأن اللَّه تعالى ورسوله عدلهم وزكاهم وأثنى عليهم.
ونحو ذلك قال شيخ شيوخ زمانه شهاب الدين عمر السهروردي في (أعلام الهدى): اعلم أن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورضي عنهم مع نزاهة بواطنهم وطهارة قلوبهم كانوا بشرًا، وكانت لهم نفوس تظهر بصفاتها وقلوبُهم منكوة لذلك، فيرجعون إلى حكم قلوبهم وينكرون ما كان من نفوسهم، انتهى (?).