الْكَذَّابُ هُوَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَالْمُبِيرُ هُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِئَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 220].
5994 - [16] وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" حِينَ قَتَلَ الْحَجَّاجُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَتْ أَسْمَاءُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَدَّثَنَا "أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا" فَأَمَّا الْكذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بمعنى الهلاك.
وقوله: (هو المختار بن أبي عبيد) الثقفي، قام بعد وقعة الإمام الحسين، ودعا الناس إلى طلب ثأره، وكان غرضه أن يصرف وجوه الناس إلى نفسه ويتوصل به إلى تحصيل الإمارة، كذا قيل، وقصته مذكورة في كتب التواريخ.
وقيل: سمي كذابًا بادعائه النبوة، وكان يدعي أن الملائكة تأتيه بخبر السماء، وأفسد على قوم من الشيعة عقائدهم، فهم ينسبون إليه في آرائهم الفاسدة وأقاويلهم الزائفة، يقال لهم: المختارية.
وقوله: (أحصوا) بفتح الصاد بلفظ الماضي.
وقوله: (ما قتل الحجاج صبرًا) أصل الصبر: الحبس، صبر عنه يصبره: حبسه، وصَبْرُ الإنسان وغيرِه على القتل: أن يُحبس ويرمى حتى يموت، وقد قتله صبرًا لم يقتله في المعركة.
5994 - [16] قوله: (حين قتل الحجاج عبد اللَّه بن الزبير) وهو -رضي اللَّه عنه- لم يبايع يزيد، وخرج يدعي الإمامة بمكة، فأرسل إليه يزيد مسلم بن عقبة المري بعد قتل الإمام الحسين ونهب المدينة وإهلاك أهلها، فمات يزيد، ثم جاء الحجاج في إمارة عبد الملك بن مروان فقتله -رضي اللَّه عنه- وصلبه.