فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَاثُكْلَيَاهْ! وَاللَّهِ إِنِّي لأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعْرِسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ! لَقَدْ هَمَمْتُ -أَوْ أَرَدْتُ- أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدُ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (واثكلياه) بفتح المثلثة وضمها: الموت، والهلاك، وفقدان الحبيب أو الولد، وفي (مجمع البحار) (?): واثكلياه إما ندبة للثكل مصدر واللام مكسورة، وإما لثكلى صفة واللام مفتوحة، واثكل أمياه بضم ثاء وسكون كاف وبفتحهما، وليست حقيقة الكلام مرادة، بل هو كلام مجرى على ألسنتهم عند التوجع والتعجب، و (ظللت) بكسر اللام من الأفعال الناقصة.
وقوله: (معرسًا) من الإعراس وعرس وأعرس: بنى على زوجته، ثم استعمل في كل اجتماع، وفي (مجمع البحار) (?): وروي من التعريس، والمقصود أنك تفرغت لغيري ونسيتني.
وقوله: (بل أنا وارأساه) إضراب، أي: أعرضي عن حكاية وجع رأسك ودعي ما تجدين من وجع رأسك، واشتغلي بوجع رأسي، إذ لا بأس عليك وأنت تعيشين بعدي، عرفه بالوحي.
وقوله: (لقد هممت) استطراد بذكر ما يقع بعد وفاته من خلافة أبي بكر، وتطييب لقلب عائشة وتبشير لها.
وقوله: (أن أرسل إلى أبي بكر وابنه) وهو عبد الرحمن، أي: أطلبهما عندي، و (أعهد) أي: أوصي أبا بكر بالخلافة وأجعله ولي عهدي.