5970 - [15] وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: وَارَأْسَاهُ! ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ"،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إليهم مبالغة في مدحهم لكونهم أنصاره، وعليه حمل قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن) لوجود التنفيس والتفريح من جانبهم، وقال الشيخ أبو عمر: بل المراد أهل اليمن كلهم كما هو الظاهر، نُسِبَ الإيمان إليهم إشعارًا بكماله فيهم، وليس ذلك نفيًا له عن غيرهم، فلا منافاة بينه وبين قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: الإيمان في أهل الحجاز.
ثم المراد به الموجودون في ذلك العصر لا كل أهل اليمن في كل أحيان، كذا في (شرح ابن الملك) (?)، وقيل: قاله بتبوك، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد الحرمين، انتهى. ولا يخفى أن سياق الحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذلك في مرضه إلا أن يقال: هذا حديث آخر أدخله الراوي في هذا الحديث لمناسبة ذكر النعي وسورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}، واللَّه أعلمْ.
5970 - [15] (عائشة) قوله: (وارأساه) هو تفجع من شدة صداع الرأس، وفيه أن ذكر الوجع ليس بشكاية؛ لأنه قد يسكت وهو شاك، وقد يذكره وهو راض، وقال الطيبي (?): ندبت نفسها وأشارت إلى الموت، انتهى. كأنه حمل الرأس على الذات كما جاء في هذه الأعضاء ويلائم هذا المعنى بسياق الحديث، ومع ذلك لا بعد في الحمل على المعنى الأول باعتبار استلزام المرض الموت، ويؤيده ما يأتي في الحديث الآتي من قولها: وأنا أجد صداعًا.
وقوله: (ذاك لو كان) بكسر الكاف، أي: إن حصل موتك.