وَبِيَدِهِ سِوَاكٌ وَأَنَا مُسْنِدَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، فَأَمَرَّهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَراتٍ". ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: "فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى". حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 4449].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (وأنا مسندة) بكسر النون بالإضافة، ويروى منونًا.
وقوله: (فتناولته) أي: أخذت السواك من عبد الرحمن وناولته رسول اللَّه وحذف هذا اختصارا.
وقوله: (فأمره) أي: على أسنانه ولسانه من الإمرار، وفي بعض الروايات: (بأمره) جار ومجرور متعلق بـ (لينته)، و (الركوة) بفتح الراء: إناء من جلد.
وقوله: (في الرفيق الأعلى) أي: اجعلني في الرفيق الأعلى، وأريد الدخول فيهم، أو (في) بمعنى الباء تقديره: أريد اللحوق بالرفيق الأعلى، ويجوز أن يكون زائدة، أي: أريد الرفيق الأعلى، وفي رواية: (اخترت الرفيق الأعلى)، قال في (المشارق) (?): قيل: هو اسم من أسماء اللَّه تعالى، وخطأ هذا الأزهري، وقال: بل هم جماعة الأنبياء، ويصححه قوله في الحديث الآخر: (مع النبيين والصديقين) إلى قوله: (وحسن أولئك رفيقًا) وهو يقع للواحد والجميع، وقيل: أراد مرتفق الجنة، وقال الداودي: هو اسم لكل سماء، وأراد الأعلى؛ لأن الجنة فوق ذلك، ولم يعرف هذا أهل اللغة ووهم فيه، ولعله تصحف له من الرفيع، وقال الجوهري: والرفيق