وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ يُربِضُ الرَّهْطَ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيتْ وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوُوا، ثُمَّ شَرِبَ آخِرَهُمْ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِيًا بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، وَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا. رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ" وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي "الِاسْتِيعَابِ" وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ "الْوَفَاءِ"، وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ. [شرح السنة: 3704، الاستيعاب: 4/ 1959].
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (اجترت) الجرة: ما يجره البعير والشاة من بطنه لتمضغه، من الجر بمعنى الجذب كالاجترار.
وقوله: (بإناء يربض) بضم الياء من أربض الإناء القوم: أرواهم حتى ثقلوا، أو ناموا ممتدين على الأرض، من ربض بالمكان: أقام ملازمًا له، و (الثج) السيلان، ثج الماء: سال، و (البهاء) وبيص رغوة اللبن، ورغوة اللبن مثلثة: زبده الذي يعلوه عند غليانه.
وقوله: (ثم سقاها) أي: أم معبد (حتى رويت) بكسر الواو، و (رووا) بضمها.
وقوله: (ثم شرب) أي: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، و (آخرهم) أي: حال كونهم آخرهم.
وقوله: (ثم غادره) أي: ترك اللبن، غادره وأغدره: تركه وأبقاه.
وقوله: (وبايعها) أي: على الإسلام.
وقوله: (وفي الحديث قصة) وهي مذكورة في كتب السير في (باب الهجرة)،