أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَة، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اعْدِلْ، فَقَالَ: "وَيْلَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ" فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ: "دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رُصَافِهِ إِلَى نَضِيِّهِ. . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله: (ذو الخويصرة) بضم المعجمة وفتح الواو وسكون التحتانية وكسر الصاد المهملة.

وقوله: (قد خبت وخسرت) بضم المخاطب.

وقوله: (يحقر) من ضرب، أي: يقلل، تعليل لقوله: (دعه) لأنه نهى عن قتل المصلين، فإن قلت: قد قال في آخر الحديث: (لئن أدركتهم لأقتللهم)؟ قلنا: إن الإباحة عند كثرتهم وإظهار الامتناع على الإمام وخروجهم عن طاعته، وهو غير موجود الآن، وكان أول ظهورهم في زمن أمير المؤمنين علي -رضي اللَّه عنه-.

وقوله: (لا يجاوز تراقيهم) كناية عن عدم صعوده إلى محل القبول والإثابة، (يمرقون) أي: يخرجون من الدين، ويمرون عليه من غير انتفاع به ويخرجون من طاعة الإمام بسرعة (كما يمرق السهم من الرمية) بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء، فعيل بمعنى الرمي يعني الصيد، أي: يخرج ويمر من جانب إلى جانب آخر ولا يقر فيها، و (ينظر) بلفظ المجهول، و (النصل): حديدة السهم والرمح، و (رصافه): عصب يلوى على مدخل النصل وفوقه.

وقوله: (نضيه) بفتح النون وكسر الضاد وتشديد الياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015