جَلِيلُ الْمُشَاشِ وَالْكَتَدِ، أَجْرَدُ، ذُو مَسْرُبةٍ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى يَتَقَلَّعُ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، أَجْوَدُ النَّاسِ صَدْرًا،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

و(المشاش) بالضم واحدة مشاشة: رأس العظم الممكن الْمَضْغِ، وقيل: هي رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين، ولا منافاة بين التفسيرين؛ لأن على رؤوس العظام عظام لينة تسمى الغضروف واسطة التئام العظام باللحم.

وقوله: (والكتد) بفتح التاء وكسرها عطف على (المشاش): مجتمع الكتفين، ويسمى الكاهل وهو الكاهل إلى الظهر، كما في حديث: (ننقل التراب على أكتادنا).

وقوله: (أجرد ذو مسربة) رجل أجرد: لا شعر على بدنه، ومنه حديث: (أهل الجنة جرد مرد)، وفرس أجرد: قصير الشعر دقيقه، وظاهر هذا الحديث يدل على أنه لم يكن شعر على بدنه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما عدا المسربة، وقد ثبت بالأحاديث الأخر أنه كان الشعر في أماكن من بدنه سوى المسربة أيضًا كالساعدين والساقين، وهو المراد هنا بالأجرد، وتوجيهه أن ضد الأجرد الأشعر وهو الذي على جميع بدنه شعر، كذا قالوا.

وقوله: (إذا التفت التفت معًا) أراد أنه كان لا يسارق النظر كما هو عادة المتكبرين، وقيل: أراد أنه لا يلوي عنقه يمنة ولا يسرة كما يفعله أهل الطيش والخفة، وقال التُّورِبِشْتِي (?): إنه كان يتوجه بكليته لئلا يخالف بدنه قلبه، وقصده مقصده.

وقوله: (أجود الناس صدرًا) أي: قلبًا، وذكر الصدر وهو محل القلب وأراد القلب، أي: كان جوده -صلى اللَّه عليه وسلم- بالرغبة والطبع لا بالتكلف والسمعة والرياء، وقيل: يحتمل أن يكون من الجودة مصدر أجاد: إذا صار جيدًا، فيكون عبارة عن عدم تعلقه بما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015