وَكَانَ فِي الْوَجْهِ تَدْوِيرٌ، أَبْيَضُ مُشْرَبٌ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أهدَبُ الأَشْفَارِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كمعظم: السمين، والنحيف الجسم الدقيقه، ضد، والمدور الوجه المجتمعه، وقال التُّورِبِشْتِي (?): اختلف أهل اللسان في (المطهم)، فمنهم من قال: هو التّام الخلق من كل شيء، فهو بارع الجمال، وهذا قول لا يلائم ما وُصِف -صلى اللَّه عليه وسلم- به من الحسن والجمال، وقال الجوهري (?): وجه مطهم، أي: مجتمع مدوّر، وقالت طائفة: (المطهم): الفاحش السمن، وقيل: هو المتنفخ الوجه، وهذا القول هو الذي يستقيم عليه سياق الحديث، فالمراد بقوله: (وكان في الوجه تدوير) أنه لم يكن مستديرًا كل الاستدارة؛ بل كان فيه بعض ذلك، هذا محصل كلامه، و (المكلثم) بضم الميم وفتح الكاف وسكون اللام بعده المثلثة، وهو من الوجوه: القصير الحنك الناتئ الجبهة المستدير مع خفة اللحم، وقيل: مع كثرتها، ولما كان هذا أيضًا يتضمن بمعنى التدوير أدرك بقوله: (وكان في وجهه تدوير).
و(الدعج) محركة، والدعجة بالضم: شدة سواد العين، وزاد بعضهم في شدة بياضها، وقد يجيء الأدعج بمعنى الأسود، والدعجاء: أول الْمِحَاق، وهو ليلة ثمانية وعشرين. و (أهدب الأشفار) وروي: (هدب الأشفار) أي: طويل شعر الأجفان وكثيرها، وهي جمع شفر بضم أوله، وقد يفتح: شعر العين، وفي (القاموس) (?): الهدب بالضم وبضمتين: شعر أشفار العين، واحدتها بهاء، ورجل أهدب: كثيره، والشُّفْرُ بالضم: أصل منبت الشعر في الجفن، مذكر ويفتح، وناحية كل شيء كالشفير، والجفن: غطاء العين من أعلى وأسفل، فافهم.