كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ" رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو داوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ، وَسَمَّاهُ التِّرْمِذِيُّ قَيْسَ بْنَ كَثِيرٍ. [حم: 5/ 196، ت: 2682، د: 3741، جه: 223، دي: 198].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
العلة، والعلم محتاج إليه في جميع الأوقات، ولكن أصلحوا نيتكم ولا فساد بعد ذلك، ونقل الطيبي (?) عن سفيان الثوري أنه قال: لا أعلم اليوم شيئًا أفضل من طلب العلم، قيل له: ليس لهم نية؟ فقال: طلبهم له نية، وقد نقل عن بعض العلماء باللَّه أنه قال: تعلمنا العلم لغير اللَّه فأبى العلم أن يكون إلا للَّه، وهذا صحيح واقع فيمن تعلم العلم الداعي إلى الدين والزاجر عن الدنيا، وأما العلوم البدعية الغير الشرعية فكلّا، نسأل اللَّه العافية.
وقوله: (كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) ما أحسن تشبيه العابد بالكواكب الذي لا يتعدى نوره منه إلى غيره، وتشبيه العالم بالقمر يتعدى نوره ويستضيء به وجه الأرض، وإنما شبه بالقمر لأنه يستضيء بنور النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي هو شمس العلم والدين، وإنما قيد بليلة البدر لكمال إضاءة القمر فيها وانمحاء الكواكب في شعاعها.
وقوله: (فمن أخذه أخذ بحظ وافر) أي: من أخذ العلم وتعلمه أخذ حظًا وافرًا من الدين والسعادة، والباء زائدة، وقيل: أخذ الثاني بمعنى الأمر وإن كان اللفظ ماضيًا، فمعناه من أراد أن يأخذ فليأخذ منه حظًا وافرًا ولا يقنع بقليله.
وقوله: (وسماه الترمذي قيس بن كثير) والصحيح كثير بن قيس، قال صاحب