إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَمَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَلَا شَمَمْتُ مِسْكًا وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3651، م: 2330].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (تكفأ) مهموزًا وَغير مهموز، والأصل الهمز ومعناه تقلع، أي: كان يرفع رجله عن قوة وجلادة، ويثبت في مشيه كما هو شأن الأقوياء والشجعان، ولا ينافي ذلك أنه كان سريع المشية؛ لأنه يتابع الخطوات مع التثبت، كذا في بعض شروح (الشمائل).
وجاء بمعنى صب الشيء ودفعه، ويفسر التكفأ بالتمايل إلى القدام، ويأتي في (الفصل الثاني) من رواية الترمذي: (كأنما ينحط من صبب)، هذا وقد يفسر التكفأ بالتمايل يمينًا وشمالًا كما تتمايل السفينة، وفي الحديث في صفة حال المؤمن بالبلاء: (كخامة الزرع تتكفؤها الريح)، ومن هنا فسره بعض الشارحين: أي يميل كما يميل الغصن إذا هبت الريح، واللَّه أعلم.
وقوله: (وما مسست) بكسر المهملة الأولى على الأفصح، وكذا (شممت) بكسر الميم الأولى، والمضارع بالفتح فيهما، وقد جاء فيهما فتح العين، فالمضارع بضمهما، و (الديباج) بكسر الدال وحكي بفتحها: نوع من الحرير، كذا قال الشيخ (?)، وهو فارسي معرب، والتاء للوحدة، فيكون قوله: (ولا حريرًا) تعميمًا بعد التخصيص.
وقوله: (أطيب من رائحة النبي) وفي رواية الترمذي: (ولا شممت مسكًا ولا عطرًا