كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ -يَعْنِي الْحَمَّامَ-، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ" قَالَ: "فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ" أَحَدُهُمَا لَبَنٌ وَالآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ. فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ. فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3394، م: 168].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى. فالربعة يطلق على الرجل والمرأة. وقال في (المشارق) (?): بسكون الباء وفتحها، وفتح الراء، وهو الرجل بين الرجلين في قده وقامته، والمؤنث والمذكر والواحد والجمع فيه سواء.

و(الديماس) بكسر الدال وسكون التحتانية، فسره في الحديث بالحمام، وفي (القاموس) (?): الديماس ويكسر: الكِنُّ والسرب، والحَمَّام، وقال الشيخ (?): هذا تفسير عبد الرزاق، والمراد وصفه بصفاء اللون ونضارة الجسم وكثرة ماء الوجه.

وقوله: (أحدهما لبن والآخر فيه خمر) بحذف (فيه) في الأول، وذكره في الثاني تفننًا، وقيل: إرادة لتكثير اللبن وتقليل الخمر.

وقوله: (هديت) بلفظ المجهول من الهداية، والمراد بالفطرة وهو الدين والإسلام، وهي التي فطر الناس عليها، فإن اللبن لما كان ذا خلوص وبياض، وأول ما يحصل به تربية المولود صيغ منه في العالم القدسي مثال الهداية والفطرة التي بها تتم القوة الروحانية، والعالم القدسي يصاغ فيه الصور من العالم الحسي، وهو عالم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015