رَجِلُ الشَّعْرِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَلَقِيتُ عِيسَى رَبْعَةً أَحْمَرَ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(ضرب من الرجال) بمعنى ضعيف اللحم، فحمل بعضهم المضطرب على أنه افتعال من الضرب بالمعنى المذكور، لكن التُّورِبِشْتِي (?) قال: إن المضطرب بمعنى الضرب مما لم نجده ولم نعلم له مساغًا في السنة من القياس؛ لأن الأصل في اضطرب افتعل أبدلت التاء طاء، ولم يذكر من الضرب الذي هو خفة اللحم، فالوجه أن يكون عبارة عن الحدة التي كان قد جُبِل عليها، فإن من شأن الحاد أن يكون متحركًا قلقًا، انتهى.
ونقل الطيبي (?): أن المراد أنه كان مستقيم القد حادًا، وقال عياض (?): المضطرب هو الطويل غير الشديد، وقيل: معناه أنه كان مضطربًا من خشية اللَّه تعالى، وقد جاء أن موسى عليه السلام كان يصلي مضطربًا متحركًا.
قال في (العوارف): ما حاصله أن كان من تموج بحار الأنس، والحضور في باطنه، أو كما قاله. و (رجل الشعر) بفتح الراء وكسر الجيم، أي: بين الجعودة والسبوطة، والمراد شديدهما، و (الربع) بفتح الراء وسكون الباء هو المربوع بمعنى معتدل القامة، ويقال: للمرأة: ربعة، والتأنيث بتأويل النفس، كذا قال الشارحون.
ويفهم من (القاموس) (?) أن الربع والربعة كليهما يطلقان على الرجل حيث قال: الربع: الرجل بين الطول والقصر، كالمربوع والربعة، ويحرك، وقال: وهي ربعة،