كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، ورأيتُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَن رأيتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ -يَعْنِي نَفْسَهُ-، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 167].
5715 - [18] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اللحم، ووقع عند الأصيلي بكسر الراء وسكونها معًا، ولا وجه للكسر، انتهى.
وقوله: (شنوءة) بفتح شين معجمة ثم نون ثم واو ثم همزة: قبيلة معروفة، ومنه أزد شنوءة، وهم حي من اليمن.
5715 - [18] (ابن عباس) قوله: (ليلة أسري بي) بفتح (ليلة) مبنيًا مضافة إلى الجملة، وهو جائز البناء، وهنا توافق حركة بنائه وإعرابه، وأما تنوينه بالوصف وحذف الرابطة فمما يرى جوازه في طبائع الإعجام، وليس بكلام عربي، كذا في (شرح الشيخ) في موضع آخر.
و(الآدم) الشديد السمرة. و (طوال) بضم الطاء وفتح الواو بمعنى طويل، وهي طوالة وجمعه طوال وطيال بكسرهما، وبتشديد الواو: المفرط الطول. وأما (الجعودة) فالأكثر أنه يكون صفة للشعر، وقيل: أراد هنا جعودة الجسم، وهي اجتماعه واكتنازه، لا ضد سبوط الشعر؛ لأنه روي أنه رجل الشعر، وكذا المراد فيما وقع من الحديث في وصف عيسى، ويحتمل جعودة الشعر بين القطط والسبط، وفي وصف الدجال بمعنى القصير المتردد الخلق، وبمعنى البخيل. و (مربوع الخلق) بمعنى معتدل القامة.