فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالآنَ مِنْ قَرِيبٍ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ويحتمل أن يكون ذلك جائزًا في شرعه، أو لأن موسى عليه السلام زعم أنه كاذب حين ادعى قبض روحه لزعمه أن بشرًا لا يقبض الروح فغضب عليه فلطمه، وكان هذا الغضب للَّه في اللَّه، فلم يكن مذمومًا، ولهذا لم يعاتبه اللَّه على ذلك، وبالجملة إذا صح الحديث وجب الإيمان به، فما أدرك من محامله يحمل عليه، وما لا يدرك وجب التفويض، واللَّه أعلم (?).
وقوله: (على متن ثور) أي: ظهره، والمتن في الأصل: الأرض الصلبة من المتانة بمعنى القوة والصلابة، وسمي الظهر متنًا لاكتنافه وصلابته بالصلب.
وقوله: (فما توارت) هكذا في (صحيح مسلم)، وقال التُّورِبِشْتِي (?): الصواب: (ما وارت)، و (توارت) غلط وقع عن بعض الرواة في (كتاب مسلم)، ويؤيده ما في (كتاب البخاري): (فله بما غطت يده بكل شعرة سنة) (?)، وقيل: يحتمل أن يكون (يدك) منصوبًا بنزع الخافض، أي: بيدك، وفي (توارت) ضمير راجع إلى (ما)، وإنما أنثه لكون (ما) عبارة عن الشعرة، وهذا تكلف لا يخفى إن صحت الرواية بالنصب، والمشهور الرفع.
وقوله: (مه) الهاء للسكت، و (ما) للاستفهام.
وقوله: (فالآن من قريب) أي: أختار الموت الآن، أو مُر الملك أن يقبض روحي