ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ"، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ! أَدْرِكْ ناقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا، وَأَيْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3190].
5699 - [2] وَعَنْ عُمَرَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَقَامًا، فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3192].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ ابن حجر (?): ليس المراد بالماء ماء البحر، بل هو ماء تحت العرش كما شاء اللَّه تعالى، هذا وقد سبق ذكره في أول الكتاب في (باب الإيمان بالقدر).
وقوله: (وكتب في الذكر) أي: في اللوح المحفوظ، والظاهر أن هذا قبل خلق العرش وما ذكر، فهذا أيضًا جملة مستقلة من غير رعاية الترتيب مع أن المذكور فيها الواو ولا ترتيب فيها، ووقع في بعض روايات البخاري هذه الجملة بين قوله: (كان عرشه على الماء).
وقوله: (وخلق السماوات والأرض)، وبناؤه على عدم الترتيب.
وقوله: (ثم أتاني رجل فقال: يا عمران! أدرك ناقتك) فإنه -رضي اللَّه عنه- كان عقل ناقته بالباب، ثم دخل عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- ففلتت ناقته، فجاء رجل يخبره به فخرج بطلبها، فكان -رضي اللَّه عنه- يندم على خروجه من مجلسه الشريف على فوات سماعه كلام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أهل اليمن.
5699 - [2] (عمر) قوله: (حتى دخل) أي: أخبرنا في مجلس واحد بجميع أحوال المخلوقات من المبدأ إلى المعاد.