أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَصَّهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: "آمَنْتُ باللَّهِ وَبِرُسُلِهِ"، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صيَّاد: "مَاذَا تَرَى؟ " قَالَ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنِّي خَبَّأْتُ لَكَ خَبِيئًا". . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الغين المعجمة: قوم من اليهود.
وقوله: (رسول الأميين) أي: العرب، ومنطوقه حق ومفهومه باطل من قبيل ما يلقى إلى الكهان من الأباطيل.
وقوله: (فرصه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) بصاد مهملة، في (القاموس) (?): رص: ألزق بعضه ببعض، وضم، كرصصه، وفي بعض الروايات: (فرفضه) بفاء وضاد معجمة، أي: تركه، يعني ترك سؤاله عن الإسلام لعدم نفعه فيه، وأما قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (آمنت باللَّه وبرسله) رد على ابن صياد أحسن رد, فإنه لا حاجة إلى استعجال التصريح برده، فإن دعواه ظاهر البطلان، وفيه من إرخاء العنان والتبكيت ما لا يخفى، وقد صرح به ما ظهر بعد ظهور حاله أنه كاهن ومخلط عليه، وقال: (اخسأ فلن تعدو قدرك)، ثم سأله عن حاله بعد القطع ببطلان دعوى رسالته ليظهر عليه أيضًا، وقد اعترف بحقيقة حاله موافقًا لما عليه الكهان بقوله: (يأتيني صادق وكاذب)، أي: يأتي عليّ بعض الأشياء صادقًا وبعضه كاذبًا، وقد تحقق بها أنه ليس برسول، فإن الرسول لا يأتيه الكاذب، ولذا قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (خلط عليك الأمر)، من التخليط، أي: يأتيك به شيطان مخلِّط للحق بالباطل.
وقوله: (قد خبأت لك خبيئًا) الخبء: كل شيء غائب مستور، خبأته، أي: