5396 - [18] وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ؟ قَالَ: "السَّيْفُ"، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ السَّيْفِ بَقِيَّةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، تكونُ إِمارةٌ عَلَى أَقْذَاءٍ وَهُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ"، قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ يَنْشَأُ دُعَاةُ الضَّلَالِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5396 - [18] (حذيفة) قوله: (أيكون بعد هذا الخير) أي: يبقى بعد ظهور الإسلام (شر) أي: كفر كما كان قبله.
وقوله: (فما العصمة؟ ) أي: ما طريق النجاة من ذلك الشر؟ (قال: السيف) أي: طريق النجاة أن تقاتلهم وتضربهم بالسيف، وقد يحمل ذلك على أهل الردة الذين كانوا في زمن الصديق.
وقوله: (وهل بعد السيف بقية؟ ) أي: هل يبقى أهل الإسلام بعد مقابلتنا إياهم؟ وهل يصلح أهل ذلك الزمان للإمارة؟ (قال: نعم) يبقون ويصلحون للإمارة، (على أقذاء) جمع قذًى، وهو ما يقع في العين وفي الشراب من غبار ووسخ ونحوهما، قذيت عينه كرضي قذى وقَذَيانًا: وقع فيها القذى، أي: يكون اجتماع الناس على من جعل أميرًا بكراهة وفساد وإنكار في القلوب لا بطيبها، ويقال: فعلت كذا وفي العين قذى، والأولى أن يكون معناه: أنه تكون إمارة مع ارتكاب المناهي وظهور البدع؛ ليكون قوله: (هدنة على دخن) كالتأسيس، و (هدنة) بضم الهاء وسكون الدال المهملة: الصلح، يقال: هدن يهدن هدونا: سكن وأسكن، والصبي: أرضاه، و (دخن) بفتحتين: الدخان، وقد مر معناه، وحاصله أنه يكون صلح مع خداع وخيانة ونفاق.