ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ، اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ " ثَلَاثًا، فَقَالَ: رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ، أَوْ يجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قَالَ: "يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ. . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

من المبطل، أو على طائفتين لا تأويل لواحد منهما.

وقوله: (ثم لينج إن استطاع النجاء) وهو السرعة، نجا ينجو: إذا أسرع، ونجا من الأمر: إذا خلص، وأنجاه غيره، وهو بالمد، والمعروف فيه المد إذا أفرد, والمد والقصر إذا كرر، كذا في (مجمع البحار) (?).

وقوله: (اللهم هل بلغت ثلاثًا) أي: قال هذا القول وهو (اللهم هل بلغت) ثلاث مرات، والمراد تبليغ ما ذكره، أو مطلق ما أمر أن يبلغ.

وقوله: (يبوء بإثمه وإثمك) أصل هذا التركيب قوله تعالى حكاية عن قول هابيل لأخيه: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} [المائدة: 29]، وفسره البيضاوي (?): تبوء بإثمي لو بسطت إليك يدي، وإثمك ببسطك يدك إليّ، وقيل: معنى بإثمي: بإثم قتلي، وبإثمك الذي لم يتقبل من أجله قربانك، انتهى.

أي: الذي هو السبب الباعث على قتلك إياي، فإن الباعث عليه عدم التقبل الباعث على الحسد, فسببه سبب له، ففيما نحن فيه المراد بـ (إثمك) قتلك بالإضافة إلى المفعول، وبـ (إثمه) الذي بعثه على قتلك من العداوة والبغضاء، فافهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015