حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3606، م: 1847].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
شجرة إلى أن تموت مع أنه ليس مما يلزم ويتبوأ، ففيه مبالغة في العزم على اعتزالهم والانقطاع عنهم، وأما العض بمعنى الإمساك بالأسنان فهو إنما يستعمل متعديًا بنفسه أو بـ (على)، كما في حديث: (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا) (?)، وفي حديث: (عضوا عليها بالنواجذ).
نعم قد يعلم من (الصراح) (?) أن العض بهذا المعنى قد يستعمل بالباء أيضًا، حيث قال: عض كَزيدن، يقال: عضَّه وعضَّ به وعضَّ عليه بالهاء والباء وبـ (على)، وقال بعده: عضيض ملازم شدن، ولم يتعرض في (القاموس) لاستعماله بمعنى الإمساك بالأسنان مستعملًا بالباء، ولم يغلط الجوهري في ذلك أيضًا كما هو عادته، ثم إن الطيبي (?) ذكر معنى اللزوم في الحديث الآتي في (الفصل الثاني) في قوله: (وأنت عاض على جذل الشجرة) أي: أصلها مع أنه مستعمل بـ (على)، واستشهد بقولهم: عض الرجل بصاحبه مستعملًا بالباء، ولا يخفى ما فيه، فلعله جوز استعماله في كلا المعنيين مستعملًا بكلا الحرفين، وقد يظهر ذلك في (الصراح) أيضًا، بل متعديًا بنفسه أيضًا، وذكر الطيبي في ذلك الحديث معنى آخر أيضًا، وهو الصبر على عضيض الزمان والتحمل لمشاقه وشدائده، قال: عض جذل الشجر -وهو أصله- كناية عن مكابدة الشدائد، من قولهم: فلان يعض بالحجارة لشدة الألم، وقد أشير إلى هذا المعنى في (القاموس) (?) أيضًا حيث قال: وعض الزمان والحرب شدتهما، لكنه أيضًا مستعمل