* الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

5379 - [1] عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَقَامًا، مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مقَامه إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ، فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6604، م: 2891].

5380 - [2] وَعَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الأول

5379 - [1] (حذيفة) قوله: (قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) أي: خطب ووعظ وأخبر بما يظهر من الفتن، و (مقامًا) مصدر أو اسم مكان، وقوله: (ما ترك) صفته، و (يكون) تامة، و (مقامه) مظهر وضع موضع ضمير الموصوف، أو استئناف، و (في) متعلق بـ (ترك)، والضمير في (إنه) للشأن، وضمائر (حفظه) و (نسيه) و (علمه) لـ (شيء).

وقوله: (إلا حدث به) استثناء منقطع، أي: لكن حدث به.

وقوله: (كما يذكر الرجل وجه الرجل) أي: إجمالًا ومبهمًا وإن نسيه تفصيلًا ومعيّنًا، فإذا رآه عرفه مشخصًا معينًا.

5380 - [2] (وعنه) قوله: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير) عرض الشيء عليه: أراه، وعرض العود على الإناء: وضعه عليه، وعرض الجند: عَيّن أمرهم ونظر في حالهم، وكل من هذه المعاني يناسب المقصد، أي: تتطرق الفتن إلى القلوب وتدخل فيها (عودًا عودًا) روي على ثلاثة وجوه: بالفتح، أي: مرة بعد مرة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015