فَجَعَلَ يَهْتِفُ: يَا صَبَاحَاه".
5373 - [3] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دَعَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا، فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: "يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ من النَّار، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُم من النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُم من النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ؛ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قبل إدراكه، والمآل واحد.
وقوله: (فجعل يهتف) أي: يصوت ويصيح الرجل من رأس الجبل، في (القاموس) (?): هتفت الحمامة تهتف: صاتت، وهتف به هتافًا بالضم: صاح، وقوله: (يا صباحاه) نداء للصباح ليحضر ويخاف الناس منه، وهي كلمة تقال للإنذار من أمر مخوف؛ لأن الغارة تقع في الصبح.
5373 - [3] (أبو هريرة) قوله: (ابن لؤي) بضم اللام وفتح الهمزة وتشديد الياء، (وبنو مرة) بضم الميم وتشديد الراء.
وقوله: (فإني لا أملك لكم من اللَّه شيئًا) أي: من غير ذاته تعالى، قاله ترهيبًا وإنذارًا، وإلا فقد ثبت فضل بعض هؤلاء المذكورين ودخولهم الجنة وشفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- لأهل بيته وللعرب عمومًا ولأمته عامة، وقبول شفاعته فيهم بالأحاديث الصحيحة،