فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1]. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 4770، م: 208].
وَفِي رِوَايَةٍ نَادَى: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ! إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ فَخَشِيَ أَنْ يسبقوه. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجميع، وقرر الطيبي رده، وقال في (القاموس) (?)؛ السائر: الباقي لا الجميع كما توهم جماعات، أو قد يستعمل له، انتهى.
وسمعت من بعض العلماء من أهل الحرمين أنه إن كان يستعمل من السؤر بمعنى بقية الطعام والشراب، فهو بمعنى البقية، وإن اشتق من سور البلد فهو بمعنى الجميع، لتضمنه معنى الإحاطة والشمول، ففي الحديث إن حمل على معنى الجميع، فظاهر، وإن حمل على معنى البقية يراد بقية الأيام المستقبلة، فتدبر.
وقوله: (فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}) أي: نفسه، كقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقيل: إنما خصتا لأنه أخذ حجرًا ليرميه -صلى اللَّه عليه وسلم- به فنزلت، وقيل: المراد بهما دنياه وأخراه، كذا قال البيضاوي.
وقوله: (يربأ أهله) بالهمزة، في (القاموس) (?): ربأهم ولهم كمنع: صار ربيئة لهم، أي: طليعة، فالمعنى يصير عينًا لهم ورقيبًا يحفظهم من العدو لئلا يأتيهم بغتة، ولا يكون إلا على جبل أو شرف، وأصل معنى ربأ: علا وارتفع.
وقوله: (فخشي أن يسبقوه) أي: خشي الرجل أن يسبق أهله وقومه العدوُّ، أي: يدركوه أولًا قبل إعلامه بغتة، أو تسبقوا الرجل في إدراك العدو، أي: يدركوه