ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، فَقَالَ: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والقول البليغ هو الذي يطابق مدلولُه المقصودَ به، وفي (القاموس) (?): ثناء أبلغ: مبالغ فيه، وشيء بالغ: جيد، والبليغ: الفصيح يبلغ بعبارته كُنْهَ ضميره، وعلى هذا يمكن أن يكون وصفُ الموعظة بالبليغة وصفًا للشيء بصفة صاحبه.
وقوله: (ذرفت منها العيون) (?) في (القاموس) (?): ذرف الدمع يَذْرِفُ ذَرْفًا وذَرَفَانًا [وذروفًا] وذريفًا وتَذرافًا: سال، وذرفت عينه: سال دَمْعُها، والعينُ دَمْعَها: أسالَتْهُ، والدَّمْعُ مَذْروفٌ وذَرِيفٌ، والمذَارِفُ: المَدَامِعُ.
وقوله: (ووجلت منها) أي: خافت منها (القلوب) يعني أن تلك الموعظة أثرت في الظاهر والباطن.
وقوله: (موعظة مودع) بلفظ اسم فاعل من التوديع، والمودِّع لا يترك من وصيته عند توديعه شيئًا.
وقوله: (بتقوى اللَّه والسمع والطاعة) إشارة إلى أن قبول حكم الأمراء وإطاعتَهم إنما يكون فيما يوافق حكم اللَّه ورسوله لا فيما يخالف.