وَلَا غَدْرَ أَكْبَرُ مِنْ غَدْرِ أَمِيرِ الْعَامَّةِ يُغْرَزُ لِوَاؤُهُ عِنْدَ اسْتِهِ". قَالَ: "وَلَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "إِنْ رَأَى مُنْكَرًا أَنْ يُغَيِّرَهُ"، فَبَكَى أَبُو سَعِيدٍ وَقَالَ: قَدْ رَأَيْنَاهُ، فَمَنَعَتْنَا هَيْبةُ النَّاسِ أَنْ نَتَكَلَّمَ فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: "أَلَا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى، فَمِنْهُمْ مَن يُولَدُ مُؤمِنًا وَيَحْيَا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَا كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَا كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا"، قَالَ: وَذَكَرَ الْغَضَبَ. . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله: (من غدر أمير العامة) إضافة (غدر) إلى (أمير العامة) إلى الفاعل، وأمير العامة: المتغلب الذي استولى على بلاد المسلمين بمعاضدة العامة خارجًا على الإمام الحق.

وقوله: (يغرز لواؤه عند استه) الاست: حلقة الدبر، وأصله سته، ولذا جاء جمعه أستاه، وإنما يغرز لواؤه على استه إهانة له وتشهيرًا به.

وقوله: (أن يقول بحق) مفعول (لا يمنعن)، و (هيبة الناس) فاعله، وذكر القول بناءً على ما هو الغالب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمراد تغييره ولو باليد، وقوله: (رأيناه) أي: المنكر، وذلك في إمارة أمراء الجور من بني أمية.

وقوله: (ومنهم من يولد مؤمنًا، ويحيا مؤمنًا، ويموت كافرًا. . . إلخ)، الأقسام تزيد على هذا؛ فإن الحالات ثلاثة: الولادة والحياة والموت، والإيمان، والكفر، ولكن المقصد بيان الخاتمة أنه على الإيمان أو الكفر، فذكر ما ذكر وترك ما وراءه، فافهم.

وقوله: (قال: وذكر الغضب) الظاهر أن ضمير (قال) لأبي سعيد، و (ذكر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015