"أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَه. [ت: 3058، جه: 4014].
5145 - [9] وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَطِيبًا بَعْدَ الْعَصْرِ، فَلَمْ يَدَع شَيْئًا يَكُونُ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، وَكَانَ فِيمَا قَالَ: "إِنَّ الدُّنْيا حُلْوَة خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ"، وَذَكَرَ: "إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ فِي الدُّنْيَا،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (أجر خمسين منكم) يدل على فضل هؤلاء في الأجر على الصحابة من هذه الحيثية، وقد جاء أمثال هذا [في] أحاديث أخر، وتوجيهه كما ذكروا أن الفضل الجزئي لا ينافي الفضل الكلي، وقد تكلم ابن عبد البر في هذه المسألة وقال: يمكن أن يجيء من بعد الصحابة من هو في درجة بعض منهم، أو أفضل، ومختار العلماء خلافه.
5145 - [9] (أبو سعيد الخدري) قوله: (فلم يدع شيئًا) أي: مما يتعلق بالدين، أي: كلياته، أو هو مبالغة إقامة للأكثر مقام الكل، واللَّه أعلم.
وقوله: (حلوة خضرة) أي: لذيذة في قلوب الناس وناعمة طرية في أعينهم، والعرب تسمي الشيء الناعم خضرًا تشبيهًا له بالخضراوات في سرعة زوالها، ففيه بيان أنها غَدَّارَةٌ تَفْتِنُ الناس بحسنها ولذتها، نعوذ باللَّه منها.
وقوله: (مستخلفكم) أي: جاعلكم خلفاء، أي: وكلاء، ففيه أن أموالكم ليست لكم بل للَّه سبحانه، جعلكم في التصرف فيها بمنزلة الوكلاء، أو جاعلكم خلفاء الأرض ممن كان قبلكم، وأعطاكم ما كان في أيديهم، (فناظر كيف) تتصرفون وتعتبرون.
وقوله: (لكل غادر) الغدر ضد الوفاء، ونقض العهد، كضرب ونصر وسمع.