أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّه كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ. . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

تماثل القرآن في كونها وحيًا، غير أن الوحي نوعان: متلو يتعلق بألفاظه أحكام كصحة الصلاة به، وحرمة المس للمحدث والجنب، وغير متلو لا يكون كذلك، ومراتب الوحي وطرقه سنذكره في (كتاب الرؤيا).

وقوله: (ألا يوشك) في (القاموس) (?): وشك الأمر ككرم: سَرُعَ، وأوشك: أسرع السير، ويوشك لا تفتح شينه، أو لغة رديَّةٌ.

وقوله: (شبعان) وصفه به لأن الحامل له على هذا القول البطر والحماقة، ومن موجباته التنعم والترفه، والشبع يكنى به عن ذلك.

وقوله: (على أريكته) حال أو صفة ثانية.

وقوله: (إن ما حرم رسول اللَّه) هذا كلامه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو الأظهر، ووضع المظهر موضع المضمر لإدخال الرُّوع وتقويةً للداعي إلى الامتثال، كقول الخلفاء: أمير المؤمنين يأمرك بكذا.

وقيل: هو من كلام الراوي، ولهذا زيد في بعض النسخ لفظ (صلى اللَّه عليه وسلم)، وهو بعيد، وقد خط على هذا اللفظ في النسخ المصححة، ثم في بعض النسخ كتب (إنما) متصلًا بمعنى ما وإلا، وفي بعضها: (وإن ما) منفصلًا وخبر (إن): (كما).

وقوله: (ألا لا يحل. . . إلخ) بيان لبعض الأمثلة لما ثبت بالسنة وليس في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015