فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ يَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ، كَمَا كَانَ، فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى ثَقْبٍ (?) مِثْلِ التَّنُّورِ أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلَهُ وَاسِعٌ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تمتدح به، وأما حديث: (أبغضكم الثرثارون المتشدقون)، فهم المتوسعون في الكلام بلا احتياط، والمتكلفون المتصنعون المتكلمون على أفواههم تفاصحًا وتعظيمًا لنطقهم، وقيل: أراد به المستهزئ بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم، و (الفهر) بكسر الفاء وسكون الهاء: حجر ملأ الكف، وقيل: هو الحجر مطلقًا، وفي (القاموس) (?): الفهر، بالكسر: الحجر قدر ما يُدَقُّ به الجَوْزُ أو ما يملأ الكف، يذكر ويؤنث، انتهى.
وفي الحديث: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1]، جاءت امرأته، وفي يدها فهر (?)، أي: حجر ملأ الكف.
وقوله: (أو صخرة) شك من الراوي، و (الشدخ) الكسر، وفي (الصحاح) (?): كسر الرأس، من باب منع، وفي (النهاية) (?): كسر الشيء الأجوف، و (تدهده) بمعنى تدحرج، و (الثقب) بفتح المثلثة وسكون القاف، وفي رواية: (نقب) بفتح النون،