4307 - [4] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ أَدَمًا حَشْوُهُ لِيفٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6456، م: 2082].
4308 - [5] وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ وِسَادُ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الزهادة في الدنيا والإعراض عن متاعها وملاذها، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد لبس في بعض الأحيان أحسن الملابس وأغلاها إما بيانًا للجواز وائتلافًا لقلب مهديها أو رفعًا للتكلف حين حضر ذلك، والأكثر أنه حين لبس مثل هذا اللباس وهبها في ساعة وألبسها غيره.
وتحقيق المقام أن الأحاديث كما وردت في باب فضيلة الزهد وترك التنعم والترفه في ملاذ الدنيا وملابسها ومطاعمها والترغيب والتحريض على ذلك، كذلك وقعت في شأن التجمل والترفيه والترخيص إظهارًا للنعمة والغنى، وتركًا للتكلف، والمعتبر في ذلك القصد والنية، فترك التجمل ولبس أدون الثياب إن كان للبخل والخسة أو إظهارًا للفقر والتزهد والطمع فيما أيدي الناس ومرائيًا بهم فهو مذموم، وعلى قصد الزهد والتواضع والإيثار محمود، والتجمل والتزين والترفع ولبس أفخر الملابس إن كان على وجه التكبر والخيلاء والتفاخر والبطر والإسراف فهو قبيح وحرام، وإن كان لإظهار النعمة والغناء حتى يقصد إليه الفقراء والمساكين، والتعفف وستر الحال فهو حسن غير حرام، وهذا هو القول الفصل، وقد وقع البسط في هذا الكلام في (شرح سفر السعادة) (?) فلينظر ثمة، وباللَّه التوفيق.
4307 - [4] (عائشة) قوله: (أدمًا حشوه ليف) الأدم بفتحتين: اسم جمع للأديم، وهو الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ، و (الليف) بكسر اللام: قشر النخل.
4308 - [5] (عائشة) قوله: (كان وساد) اسم بمعنى الوسادة، وهي المتكأ،