مِنْ خَلْقِهِ فِي لَيْلَتِهِ مَا يَشَاءُ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّه عَلَيْهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا إِذَا أُجِيفَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّه عَلَيْهِ، وَغَطُّوا الْجِرَارَ، وَأَكْفِئُوا الآنِيَةَ، وَأَوْكُوا الْقِرَبَ". رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ". [شرح السنة: 11/ 392].
4303 - [10] وَعَنِ ابْنِ عبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ فَأْرَةٌ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ، فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى الخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا، فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضعِ الدِّرْهَم فَقَالَ: "إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى هَذَا، فَيَحْرِقُكُمْ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 5247].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (من خلقه في ليلته ما يشاء) من شياطين الجن والإنس والحيوانات المؤذيات من الحشرات وغيرها.
وقوله: (إذا أجيف وذكر اسم اللَّه عليه) هذا تصريح بهذا القيد، فيحمل عليه باقي الألفاظ التي لم يذكر فيها هذا القيد، و (الجرار) بالكسر جمع جرة، وهي الآنية من الخزف يجعل فيه الماء.
وقوله: (وأكفئوا الآنية) أكفأت الإناء وكفأته: كببته، وقلبته، والمراد بالآنية غير ما فيها الماء من أواني البيت لئلا يدب شيء ينجسها ويضر.
4303 - [10] (ابن عباس) قوله: (فأرة) بالهمزة وقد يترك همزها تخفيفًا، (الخمرة) بضم الخاء، السجادة الصغيرة من الحصير يصلي عليها رجل واحد، وكانت له -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد وقع ذكره في الأحاديث كثيرًا.
وقوله: (فيحرقكم) أي: الشيطان، أسند إليه الإحراق باعتبار التسبب.
تم (كتاب الأطعمة) بعون اللَّه وتوفيقه، ويتلوه (كتاب اللباس).
* * *