وزادَ مُسْلمٌ فِي رِوَايَةٍ وَيَقُولُ: "إِنَّه أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ". [خ: 5631، م: 2028].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقد جاء في بعض الروايات: (كان يتنفس في الإناء)، ومعناهما واحد، وهو أن يشرب فيبين الإناء من فمه، فيتنفس، يفعل ذلك ثلاث مرار، وقد جاء النهي عن التنفس في الإناء وهو محمول على التنفس من غير إبانة الإناء عن فمه، وقيل: وجه الجمع أن المنهي عنه هو التنفس فيه مع من يكره نَفَسَه ويتقذره، والاستحباب مع من يحبه ويتبرك به.

وقوله: (أروى) أفعل من الإرواء بحذف الزائد، والأصل في أفعل التفضيل أن يجيء من الثلاثي المجرد، وقد يجيء من باب الإفعال أيضًا بحذف الزائد نحو: أذهب، في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- للنساء: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) (?) كما مرّ في (كتاب الإيمان)، ولا يخفى أن قوله: (أبرأ) أيضًا من الإبراء، أي: أكثر تأثيرًا في صحة البدن لكونه أقل تأثيرًا في تبريد المعدة وضعف الأعصاب (?).

وقوله: (أمرأ) يقال: أمرأني الطعام ومرأني: إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عليها، والمري: هو مجرى الطعام والشراب من الحلق، وأصل المري رأس المعدة المتصل بالحلقوم، وبه يكون استمرار الطعام، وجاء في بعض الروايات: (فإنه أهنأ وأمرأ)، وهما بمعنى، يقال: هنأني الطعام ومرأني، فإن أفرد فأمرأني، وفي (القاموس) (?): والمهنأ: ما أتاك بلا مشقة، والهنيء: السائغ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015