وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ" ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا"، ثُمَّ زَجَرَهَا، فَوَثَبَتْ، فَعَدَلَ عَنْهُمْ، حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيبِيةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يَلْبَثهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (ولكن حبسها حابس الفيل) الذي جاء به أبرهة لهدم الكعبة، وهو اللَّه تعالى، و (الخطة) بضم الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة: الأمر العظيم أريد به المصالحة.
وقوله: (يعظمون فيها حرمات اللَّه) أي: يحصل به حرمة الحرم.
وقوله: (فعدل عنهم) أي: مال وتوجه غير جانبهم، والضمير لأهل مكة.
وقوله: (على ثمد قليل الماء) في (القاموس) (?): الثَّمْدَ ويحرك وككتاب: الماء القليل، لا مادة له، والمراد هنا موضعه ليصح وصفه بقليل الماء إلا أن يجعل الإضافة بيانية.
وقوله: (يتبرضه الناس) أي: يأخذونه قليلًا قليلًا، والتنوين في (تبرضًا) للتقليل، وفي (القاموس) (?): البَرَضُ: القليل كالبُراض، وبَرَضَ الماءُ: خرج وهو قليل.
وقوله: (فلم يلبثه) صحح بضم الياء وألبث ولَبِثَ بمعنى، واللبث: المكث، والفعل كسمع وهو نادر؛ لأن المصدر من فعل بالكسر قياسه بالتحريك إذا لم يتعد، كذا في (القاموس) (?)، ونزَحَ البئر: استقى ماءها حتى يَنْفَدَ أو يَقِلَّ كأنزحها، والنزح