"يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ! يَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ! أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدتمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ ". . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بمعنى البئر مطلقًا، وقد يقال: القليب: البئر غير المبنية فيضاد الطوي، ووجه التوفيق أن اسم المقيد قد يطلق على المقيد كالمرسن والمشفر، فيراد بالطوي المذكور في أول الحديث البئر مطلقًا، فلا منافاة على أن عبارة (القاموس) (?): أو البئر العادية القديمة ليس نصًا في عدم البناء بل في القدم، وهو لا ينافي البناء، غايته أن يكون قديمًا منكسرًا، واللَّه أعلم، وقد يحتمل على أن الراوي لم يدر أن بينهما فرقًا، أو أن الصحابي حسب أن البئر كانت مطوية وكانت قليبًا، وهذا بعيد كما لا يخفى، وقيل: يحتمل أن بعضهم ألقوا في الطوي وبعضها في القليب، وهذا أيضًا لا يخلو عن بعد عن سياق الحديث.
وقوله: (يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان) بالتكرار اثنين، وفي بعض الروايات ثلاث، وفي بعض رواية: (يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام)، وفي ذكر أمية بن خلف نظر؛ لأنه لم يكن في القليب لأنه كان ضخمًا فانتفخ في درعه، فألقوا عليه من الحجارة والتراب ما غيّبه، والظاهر أنه كان قريبًا من القليب، فنادى من نادى من رؤسائهم، كذا قال القسطلاني في (شرح صحيح البخاري) (?).
وقوله: (أيسركم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله؟ . . . إلخ)، أي: هل تتمنون أن تكونوا مسلمين بعدما كشف عنكم الغطاء، ورأيتم من عذاب اللَّه تعالى ما رأيتم؟ وهو مضمون قوله: (فإنا وجدنا. . . إلخ)، وقيل: إطلاق المسرة هنا بطريق الاستهزاء كإطلاق البشارة في قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21].