. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومما أجمع الصحابة على وضعه بكذا في المصحف، هذا وقد ظهر به أن ترتيب السور أيضًا توقيفي (?).
وقال الكرماني في (البرهان) (?): ترتيب السور هكذا هو عند اللَّه في اللوح المحفوظ، [وهو] على هذا الترتيب كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يعرض على جبرئيل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه في السنة التي توفي فيها مرتين، هذا هو الذي عليه الجمهور، وقد ينقل عن بعض العلماء، منهم مالك والقاضي أبو بكر في أحد قوليه.
وقال القاضي: قال أبو بكر ابن الأنباري: أنزل اللَّه القرآن كله إلى سماء الدنيا، ثم فرّقه في بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جوابًا لمستخبر، ويُوقف جبرئيل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على موضع الآية والسور، فاتساق السور كاتساق الآيات، والحروف كلها عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن، وقال القاضي في قوله الآخر في أن ترتيب السور باجتهاد من الصحابة، ومما يستدل به لذلك اختلاف مصاحف بعض السلف في ترتيب السور، فمنهم من رتبها على النزول، وهو مصحف علي -رضي اللَّه عنه-، كان أوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، ثم {الْمُدَّثِّرُ}، ثم {الْمُزَّمِّلُ}، ثم {تَبَّتْ}، ثم التكوير، وهكذا إلى آخر المكي والمدني، وكان أول مصحف ابن مسعود البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران على اختلاف شديد، وكذا مصحف أُبي وغيره.
وقال الزركشي في (البرهان) (?): الخلاف بين الفريقين لفظي؛ لأن القائل بأن