. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعًا، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيها القرآن منتشرًا، فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء.

وقال الخطابي: إنما لم يجمع -صلى اللَّه عليه وسلم- القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بفوته ألهم اللَّه الخلفاء الراشدين ذلك وفاءً بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصديق الأكبر بمشورة عمر -رضي اللَّه عنهما-، والكلام في كتابة مخصوصة على صفة مخصوصة (?).

تنبيه: قد كان القرآن كله كتب في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السورة، ولهذا قال الحاكم (?): جمع القرآن ثلاث مرات:

أحدها: بحضرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخرج بسند على شرط الشيخين عن زيد بن ثابت قال: (كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نؤلف القرآن في الرقاع)، الحديث.

وقال البيهقي (?): يشبه أن يكون المراد تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.

والثانية: بحضرة أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-، روى البخاري في (صحيحه) (?) عن زيد ابن ثابت قال: (أرسل إليّ أبو بكر)، الحديث المذكور في الكتاب، وأخرج ابن أبي داود في (المصاحف) بسند حسن عن عبد خير قال: سمعت عليًّا -رضي اللَّه عنه- يقول: أعظم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015