. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يربط على بطنه الحجر، والمختار أن المراد بالطعام والشراب الغذاء الروحاني الحاصل مما يفيض عليه ربه من المعارف ولذة مناجاته ونعيمه بحبه والشوق إليه وما تتبعه من الأنوار والأسرار والأحوال التي هي غذاء القلوب ونعيم الأرواح وقرة العين وبهجة النفوس، وقد يغني هذا الغذاء عن غذاء الأجسام لما يحصل من القوة والقدرة والمسرة كما يشاهد ذلك في المحبة المجازية والمسرة الصورية، فكيف في المحبة الحقيقية المعنوية، وكيف بسيد المحبين وأفضلهم مع أعظم المحبوبين وأجملهم، ولا محبية ولا محبوبية أعلى وأرفع من ذلك، وفي مثل ذلك أنشد بعضهم:
لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزّاد
لها بوجهك نور تستضيء به ... ومن حديثك في أعقابها حاد
إذا اشتكت من كلال السير أَوْعَدَهَا ... روحُ القلوب (?) فتحيا عند ميعاد
ثم اختلفوا في أنه هل يجوز صوم الوصال لنا أم هو مكروه أو محرم؟ والأكثر على أنه لا يجوز، وبه قال أبو حنيفة ومالك -رحمهما اللَّه-، ونص الشافعي وأصحابه على كراهته، إما كراهة تحريم أو كراهة تنزيه، والأول أصح، وقال محمد في (الموطأ) (?): الوصال مكروه، وهو قول أبي حنيفة، انتهى.
وذهب طائفة إلى أنه جائز لمن قدر عليه، وقد يروى عن عبد اللَّه بن الزبير وغيره من السلف: وكان ابن الزبير -رضي اللَّه عنهما- يواصل الأيام، وروى ابن أبي شيبة (?) بإسناد صحيح