1547 - [25] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنِ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَنِي: "أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. [خ: 5734].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1547 - [25] (عائشة) قوله: (عذاب يبعثه اللَّه) أي: من قبل الجن كما نطقت به الأحاديث.
وقوله: (فيمكث في بلده صابرًا) الحديث، فيه حمل النفس على الصبر والتوكل والاعتماد على اللَّه تعالى وقضائه والرضاء به، فالخارج يقول: لو أقمت لأصبت، والمقيم يقول: لو خرجت لسلمت، فيقع في اللو المنهي عنه (?).
وقد ذكر بعض العلماء في النهي عن الخروج حِكَمًا، منها: أن الطاعون في الغالب يكون عامًّا في البلد الذي يقع به، فإذا وقع فالظاهر مداخلة سببه لمن بها؛ لأن الهواء لا يضر من حيث ملاقاته ظاهر البدن، بل من حيث دوام استنشاق، فيصل إلى الباطن ويؤثر فيه، فلا يفيده الفرار لأن المفسدة إذا تيقنت حتى لا يقع الانفكاك عنها، كان الفرار عبثًا، فلا يليق بالعاقل.
ومنها: أن الناس لو تواردوا على الخروج لصار من عجز منه -بالمرض المذكور أو بغيره- ضائع المصلحة لفقد من يتعهده حيًّا وميتًا، وأيضًا لو شرع الخروج -وكان الناس يخرجون من غير مبالاة اعتمادًا على شرعية الخروج-[لكان في ذلك] كسر قلوب