. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ما ينوى كما سيأتي، على أن كلام الشيخ (?) وغيره ينظر إلى التردد في صحة هذه القصة، واللَّه أعلم.

وههنا نوع آخر من الهجرة المستحقُّ لأنْ يكون هو حقيقة الهجرة، وهي هجران ما نهى اللَّه عنه والخروج عن موطن الطبيعة، ووقع في الحديث: (المهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه) أي: المهاجر الكامل الحقيقي.

وههنا سؤال مشهور، وهو أن الشرط والجزاء يجب أن يكونا متغايرين، فلا يقال: من أطاع أطاع، وإنما يقال: من أطاع نجى، وقد وقعا متحدين في الحديث، والجواب أنهما [قد] يكونان متغايرين لفظًا، وقد يكونان متغايرين معنى، وههنا وإن اتحدا لفظًا فقد تغايَرا معنى، فالمراد: من كانت هجرته إلى اللَّه ورسوله قصدًا ونية فهجرته إلى اللَّه ورسوله ثوابًا وأجرًا، أو المراد: من كانت هجرته إلى اللَّه ورسوله فهجرته مقبولة، وذلك بوجهين: إما أن يجعل كون الهجرة للَّه ولرسوله الذي وقع في جانب الجزاء كنايةً عن كونها مقبولة أو مجازًا بذكر السبب مقام المسبَّب، أو يقدر (مقبولة) خبرًا عن المبتدأ، وقد يقال: إذا اتحد الشرط والجزاء بحسب الظاهر كان المراد المبالغة والتعظيم كما في قول الشاعر:

خليلي خليلي دون ريب وربما ... ألان امرؤ قولًا فَظُنّ خليلا

أي: خليلي خليل عظيم لا أشك في خلته قد بلغ الكمال في خلتي وصداقتي، وكقولهم: شعري شعري أي: شعر عظيم متصف بكمال الفصاحة، فيكون معنى الحديث على وزانه: من قصد الهجرة إلى اللَّه ورسوله كانت هجرته كاملة عظيمة يترتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015