. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ثلث العلم أنه أحد القواعد الثلاث التي تردُّ إليها جميع الأحكام، أولها هذا الحديث، وثانيها (ومن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وثالثها (الحلال بين والحرام بين)، ومنهم من قال: ربعه، وقد نقل الشافعي من الشعر ما يدل على ذلك قال:

عمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهن خير البرية

اتق الشبهات وازهد ودع ... ما ليس يعنيك واعملن بنية (?)

ونقل عن الشافعي أنه قال: هذا الحديث يدخل في سبعين بابًا، فقيل: إنه يريد به المبالغة في معنى الكثرة؛ لأن هذا العدد قد تعارف ذكره في هذا المعنى، والتحقيق أنه على حقيقته، وأقول: إنما حَمَل من حمله على المبالغة؛ لأنه يدخل في كثر من سبعين بابًا وليس منحصرًا فيه، إذ يدخل في قسم العبادات من الواجبات والمستحبات وفي المباحات وفي العادات وفي أكثر المعاملات ثوابًا مما يَعسر ضبطه وحصره، وقد عدُّوه في كتبهم مفصَّلًا فعليك بها.

ثم إن هذا الحديث مما اتفقوا على صحته أخرجه الأئمة المشهورون، وقال الشيخ: إلا الموطأ، ووهم من ظن أنه في الموطأ مغترًا بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك (?)؛ ولكنه ليس بمتواتر كما توهم البعض؛ لأنه فرد في الأصل، رواه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015