وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه شَهَادَةً تَكُونُ لِلنَّجَاةِ وَسِيلَةً،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مسلم (?) عن ابن عباس: (أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنوءة، وكان يرقي من هذه الريح، فسمع سفهاءَ من أهل مكة يقولون: إن محمدًا مجنونٌ، فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعلّ اللَّه يشفيه على يديَّ، قال: فلقيه فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح، [وإن اللَّه يشفي على يدي من يشاء] فهل لك؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن الحمد للَّه نحمده ونستعينه، من يهده اللَّه فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، [أما بعد! قال: ] فقال: أَعِدْ عليَّ كلماتِك هؤلاء، فأعادهنّ عليه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاث مرات، فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء، ولقد بَلَغْنَ ناعوس (?) البحر، هات يدك أبايعك على الإسلام، قال: فبايعه).
وقوله: (أشهد أن لا إله إلا اللَّه) المراد بالإله المعبود بالحق، وباللَّه الذات المقدسة الإلهية، فإن التحقيق أنه عَلَمٌ للذات لا صفة، وخبرُ (لا) محذوف، فقيل: يقدر في الإمكان ليفيد امتناع وجود إله غيره تعالى، وقيل: في الوجود لأن (لا) التي لنفي الجنس إنما تكون قرينة على نفي الوجود، ولأن النزاع إنما وقع فيه، والأصوب أن لا يقدر الخبر على لغة بني تميم.