إن من خصائص الصلاة وفضائلها: أن الصلاة أول الإسلام وآخره، فهي أول فروض الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما نسأل عنه من حقوق الله عز وجل يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك).
ونفس هذا المعنى يشير إليه حديث ضعيف يروى عن أبي أمامة رضي الله عنه: (أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله ومعها صبيان لها، فأعطاها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحد منهما تمرة، قال: ثم إن أحد الصبيين بكى فشقة التمرة الثالثة فأعطت كل واحد نصفاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حاملات والدات رحيمات لأولادهن، لولا ما يصنعن بأزواجهن لدخل مصلياتهن الجنة)، فتأمل كيف أنه اشترط الصلاة في الانتفاع بما عداها من الأعمال الصالحات.
والنبي عليه الصلاة والسلام تأثر بموقف المرأة الرحيمة بأولادها، فقال: (حاملات والدات) يعني: يتعبن في الحمل، وفي الولادة.
قوله: (رحيمات لأولادهن، لولا ما يصنعن بأزواجهن دخل مصلياتهن الجنة) أي: أن اللاتي لا يصلين لا يدخلنها، وهو وارد على سبيل الزجر والتخويف والردع.