عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة).
قوله: (ثلاثة كلهم) أي: كل واحد منهم ضامن على الله، وضامن هنا بمعنى مضمون، مثل قوله: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة:21] فصيغتها صيغة الفعل، لكن معناها: في عيشة مرضية.
أو أنه ذو ضمان، والضمان الرعاية للشيء كما يقال: تامر ذو تمر، أو لابن ذو لبن، أي: صاحب تمر ولبن، ومعنى ضامن على الله: أنه في رعاية الله، وما أجزل هذه العطية؟! وعدي بعلى: (كلهم ضامن على الله) لأن الضمان هنا ضمن معنى الوجود والمحافظة على سبيل الوعد؛ ولأن هذا عهد على الله أخذه على نفسه، أنه يرعى هؤلاء الثلاثة ويحفظهم من مضار الدين والدنيا.
قوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة: من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله - يعني: الإنسان إذا دخل بيته يسلم على أهله، تكون بركة عليه وعليهم- ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، -يعني: خرج لصلاة الجماعة- ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله).