إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
لقد سبق لنا تدارس موضوع الصلاة وخصائصها وفضائلها، وبعض التنبيهات التي تمس الحاجة إليها فيما يتعلق بموضوع الصلاة، وأصل ذلك أن على الإنسان أن يبادر إلى التفقه في الدين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، والعلم الذي هو فريضة على كل مسلم هو العلم الذي تؤدى به الواجبات، وتصحح به العبادات، فيجب على المسلم أن يتعلم ما يصحح به عبادته، فمن أراد الحج وجب عليه أن يتعلم مناسك الحج من فرائض وأركان، وما يفسد الحج كي يتجنبه ونحو ذلك، ومن أراد الزواج يجب عليه أن يتعلم شروط عقد النكاح مثلاً، ومن أراد الطلاق يجب عليه أن يتعلم كيف الطلاق كي لا يقع في مخالفة الشرع الشريف، ومن أراد البيع والشراء يجب أن يتفقه في البيوع، وهكذا.
ويوجد قاسم مشترك بين كل المكلفين رجالاً ونساءً، وهو الفروض العامة كالطهارة والصلاة مثلاً، فبعد تصحيح العقيدة يجب على كل مسلم أن يحصل هذا العلم الذي يصحح به عبادته.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: (خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، وفقه في الدين).
إذاً: لابد أن نتعلم من الفقه ما نصحح به الصلاة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) متفق عليه.
فكيفية الصلاة لا يمكن أن يصل إليها بالعقل أو التأمل أو التفكير أو التجارب، وإنما يصل إليها عن طريق الوحي الذي جاء به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فكيف يعرف الإنسان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة؟! يعرف ذلك بسؤال العلماء أو بمطالعة كتب العلم أو الجلوس في مجالس العلم التي تتناول أحكام الصلاة والطهارة بأسلوب سهل وشيق وما أكثرها الآن، وما أكثر الكتب المختصرة والمبسطة في هذا الموضوع.